المحرر المدرسي 
بسبب وجود مادة تسمَّى الهيموغلوبين فيه يصبح الدم أحمر اللون. ويكون الهيموغلوبين أحمر اللون لوجود فلز الحديد فيه، وهذا ما يجعل دمنا بدوره أحمر اللون.
ولكن ما وظيفة الهيموغلوبين؟ حسنًا، نحن بحاجة إلى الهيموغلوبين لنقل الأكسجين في الدم. قد يبدو هذا الأمر معقدًا بعض الشيء، لذلك دعونا نلقي نظرة فاحصة على سبب حاجتنا إلى الأكسجين وسبب حاجتنا إلى الهيموغلوبين لنقل الأكسجين في الدم.
جميع الناس بحاجة إلى الأكسجين للبقاء على قيد الحياة
نحن جميعًا بحاجة إلى الأكسجين لكي يعمل جسمنا. يتكون جسمنا من ملايين وملايين الخلايا الصغيرة، وهي تحتاج إلى الأكسجين من الهواء الذي نتنفسه وإلى المغذيات من الطعام الذي نتناوله. تستخدم الخلايا الأكسجين والمغذيات لتوليد الطاقة حتى تتمكن من أداء وظيفتها. مثلًا، تحتاج خلايا عضلاتنا إلى الطاقة لتحريكنا، وتحتاج خلايا دماغنا إلى الطاقة حتى نتمكن من التعلم مثلًا.
في كل مرة نتنفس فيها فإننا تستنشق الأكسجين وندخله إلى رئتينا. يضخ قلبنا الدم إلى الرئتين لالتقاط هذا الأكسجين، ثم يضخ القلب الدم الذي يحتوي على هذا الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم. بعد أن يفرز الدم الأكسجين لكي تستخدمه الخلايا فإنه يعود إلى القلب والرئتين لالتقاط المزيد من الأكسجين مرة أخرى. وهكذا تحتاج خلايانا إلى الأكسجين طوال الوقت لأنها تعمل دائمًا.
ما دور الهيموغلوبين في هذه العملية؟
يضخُّ قلبنا بضخ الدم إلى الرئتين لجمع الأكسجين ثمَّ يضخُّ الدم الذي يحمل الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم. ينتقل الأكسجين في الدم إلى خلايانا عبر أنابيب تسمى الأوعية الدموية. لكن الأكسجين لا يذوب جيدًا في الدم. إذا كان الأكسجين موجودًا بمفرده في الدم، فقد تتشكل فقاعات هواء. هذه فقاقيع ستلتصق بجوانب الأوعية الدموية. وهذا يعني أن الأكسجين قد يعلق ولا ينتقل إلى خلايانا.
دورة الدم في جسم الإنسان بين الشرايين (باللون الأحمر) والأوردة (باللون الأزرق)
لحسن الحظ، الهيموغلوبين ينقل الأكسجين في دمنا حتى لا تتشكل فقاقيع هواء ويعلق. يمكننا أن نفكر في هذا الأمر على أنه محاولة لتحريك حجر في نهر. لا يمكن للحجر أن يطفو في النهر لأنه سيغرق في القاع. ولكن إذا وضعنا الحجر في وعاء يطفو، يمكن للوعاء أن يطفو في النهر ويحمل الحجر معه. الهيموغلوبين يشبه وعاءً أحمر اللون للأكسجين. إنه ناقل الأكسجين لدينا. لذلك، لأن لدينا هيموغلوبين أحمر اللون في الدم لنقل الأكسجين، فإنَّ دمنا يكون أحمر اللون.
يمكن أن يكون الدم أحمر فاتحًا أو أحمر غامقًا
عندما يحمل الهيموغلوبين المزيد من الأكسجين، يكون لونه أحمر فاتحًا. وهذا يعني أنَّ الدم الذي ينتقل من القلب والرئتين إلى الخلايا مع الكثير من الأكسجين يكون لونه أحمر فاتحًا. بعد أن يفرِّغ الهيموغلوبين الأكسجين إلى الخلايا يصبح لونه أحمر داكنًا. وهذا يعني أنَّ الدم الذي ينتقل عائدًا إلى القلب والرئتين مع كمية أقل من الأكسجين يكون لونه أحمر داكنًا.
إذا سبق لك أن أجريت فحصًا لدمك فلعلك لاحظت لونه. يمكننا رؤية بعض أوردتنا (الأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى القلب) تحت جلدنا مباشرة. على سبيل المثال، على ظهر أيدينا. يمكن أن يبدو الدم في هذه الأوردة بلون أخضر مزرق لأننا ننظر إلى هذا الدم من خلال جلدنا. وهذا يغيِّر اللون الذي نراه. لكننا نعلم أنَّ دمنا عندما ننزف ليس أزرق أو أخضر اللون، بل هو أحمر اللون بالتأكيد.
ليس لجميع الحيوانات دم أحمر
يمكن أن يكون دم الأخطبوط أزرق، وبعض السحالي لديها دم أخضر. يرجع هذا الدم الأزرق والأخضر أيضًا إلى لون ناقل الأكسجين لديها. ليس لدى هذه الحيوانات هيموغلوبين أحمر مثلنا. لديها ناقل أكسجين أزرق أو أخضر. وهذا يجعل دمها أزرق أو أخضر اللون.
تحتوي بعض حيوانات البحر الأصفر على دم أصفر
الأصفر
تحتوي حيوانات البحر الأصفر على دم أصفر. وذلك لأن دمها يحتوي على العنصر الكيميائي الڤاناديوم vanadium. وعلى عكس الهيموغلوبين، لا تساعد هذه المادة المعدنية في نقل الأكسجين.
الأزرق
للأخطبوطات والحبار وبعض القشريات (مثل الكركند) والعناكب دم أزرق. ويرجع ذلك إلى مادة كيميائية تحمل الأكسجين تسمى الهيموسيانين hemocyanin، والتي تحتوي على النحاس.
الأخضر
للعلقات والديدان، بما في ذلك بعض الديدان (ولكن ليس جميعها) البحرية، دم أخضر. المادة الكيميائية التي تحمل الأكسجين، والتي تحصل منها على هذا اللون، تسمى الكلوروكروورين chlorocruorin.
الأرجواني
تحتوي بعض الديدان البحرية وذراعيات الأرجل brachiopods (نوع من الحيوانات البحرية ذات قوقعة خاصة) على مادة كيميائية تسمى هيميريترين hemerythrin لنقل الأكسجين، مما يجعل دمها يبدو أرجوانيًّا.
